ما فائدة الحجاب


ما فائدة الحجاب

فائدة الحجاب إنّ الأحكام الشرعية لا تُعلَّل، فلا يمكن أن نقول مثلاً أنّ الحجاب فُرِض لأجل كذا أو لأجل كذا؛ لأنه ينبغي على المسلم متى جاءه الأمر الربانيّ أن يمتثل ويُطيع دون تردُّد أو تحليل لسبب ذلك الأمر والعلّة من وراءه، ومع ذلك فإنّ لكل حُكمٍ شرعيّ جاء به النبي بطريق الوحي مجموعة من الفوائد التي تعود على من يأخذ بذلك الحُكم بحرفيته فلا يغير فيه ولا يُعطّل، وقد حقّق العلماء للامتثال بأمر الله بالأخذ بالحجاب ولبسه بحقه مجموعةً من الفوائد منها:

* الحجاب طاعة لله ورسوله؛ فقد أمر الله سبحانه وتعالى وحثّ رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- المسلمين والمسلمات بالحجاب؛ فيكونُ لِبسه باباً لطاعتهما ونيل رضاهما؛ بل لا يجوز الإعراض عن أمرهما بعدم الامتثال له ثم زعم حبهما، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا).

* الحجاب إيمان: فقد قرن الله سبحانه وتعالى ذكر الحجاب في كتابه العزيز بصفة الإيمان في أغلب المواضع التي ورد فيها الإشارة إلى وجوب لبس الحجاب، ومثال ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) وفي موضعٍ آخر قال تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ).

* الحجاب طهارة لقلب المرأة والرجل: فإنّ الالتزام بالحجاب يؤدّي إلى البعد عن كل الرذائل والمفسدات؛ مما يؤدي بالمرأة إلى الطهارة والعفّة، ويجعل الرجل يبتعد عن الفواحش إذ إنّه لم يرَ ما يُشغل فكره ويلفت نظره ويؤدي به للفتنة، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).

* الحجاب دليل على العفَّة: فالحجاب علامة شرعيّة تُشير إلى الحرائر العفيفات، وتُميِّزُهُنَّ عن غيرهن ممّن سلكن طُرُقاً غير طريق الحق، ومن يرَ المرأة ترتدي حجابها بأصوله وصفاته الشرعية، وتلتزم بأحكام الإسلام في نطقها وحركتها؛ فإنه لن يجرؤ على المساس بها أو النيل من عفَّتها، قال تعالى: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)

* الحجاب حياء، والحياء الحياة: فلا حياة بدون الحجاب للمرأة؛ حيثُ إنّ حياة المرأة في حيائها وحياءُها في حجابها، والحياءُ خُلُقٌ يودعه الله في النفوس فيُجمِّلُها ويُزيّنُها، والحياء لا يدعو إلا للفضيلة والعفة، ويُنكر الرذائل وينبُذُها. الحجاب يناسب الغيرة؛ حيثُ إنّ الرجل مجبولٌ على الغيرة‘ فإنّ الحجاب يُناسب تلك الخصلة في الرجال، لأنّه يدعو النساء لستر أنفسهن إلا عن أزواجهن أو محارمهن. الحجاب دليلٌ على التقوى وقوّة الإيمان؛ فقد قال الله سبحانه: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )

* فمن تكُنِ التقوى دَيْدَنُها وطبيعتها؛ فإنها لا بد ستلجأ للحجاب لستر نفسها عن أعين الناس مخافة الوقوع في معصية الله سبحانه وتعالى، وهي كذلك تسعى لرضوان الله ببلوغ قمة التقوى من حيث الالتزام بجميع أوامره كما جاءت؛ دون أن تُعلل أحكامها، أو تعطي لنفسها الأعذار الزائفة، أو تسوِّف لنفسها في تأخير لبس الحجاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الارشاد الفردي

تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

نصائح تربوية تجعل من تربية الأطفال متعة حقيقية