من هم قدوتنا في الحياة ؟

أولاً :النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم ومن ثم الذين تربوا على يديه من الصحابة .

قال ربنا تبارك وتعالى : (( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ))

فلقد وضع الله تعالى في شخصية نبينا الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي ليكون للأجيال المتعاقبة صورة حية خالدة في كمال خلقه وشمول عظمته وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلقه قالت ( كان خلقه القرآن ) رواه مسلم
وإن الله عز وجل قد أحسن تربيته فهو لم يقترف إثمآ من الآثام في الجاهلية فقد كان يعرف بالمتعفف الطاهر . وأما من ناحية صدقة وأمانته فكان في الجاهلية ينادونه بالصادق الآمين وأما من ناحية ذكائه وفطانته فكان لا يدانيه أحد فلقد وضع لقومه الحل في وضع الحجر الأسود وخلص الناس من حرب طاحنة مدمرة وأما من ناحية تبليغ الدعوة فكان عليه الصلاة والسلام لا يطيب له نوم ولا يرتاح له بال حتى يرى الأمة قد استجابت لدعوة الإسلام ودخلت في دين الله قال ربنا (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) 
عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعاً وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: \"لم تراعوا، لم تراعوا\") متفق عليه.
ومع هذا فهو مضرب المثل في الصمود والثبات وهكذا كان قدوة وجاء من بعده الصحابة وساروا على نهجه واسأل الله أن يجعلنا مثلهم. فهم جميعاً رضوان الله عليهم قدوتنا الصالحة التي يجب أن نتأسى بها ونحتذي بها في جميع سلوكياتنا الدينية والحياتية ، فقد ضربوا لنا أروع الأمثال والحكمة في السلوك الصالح ، والتاريخ الإسلامي يذخر بقصصهم وبطولاتهم ومواقفهم ، فهم قدوة في كل شى ، فهم :
- القدوة في العبادة
- القدوة بالأخلاق الفاضلة
- القدوة في الكرم
- القدوة في الصدق
- القدوة في العدل
- القدوة في التواضع
- القدوة في الحلم
- القدوة في القوة الجسمية
- القدوة في الزهد
- القدوة في الشجاعة
- القدوة في التلفظ بالألفاظ الحسنة
فكثيرة بحمد الله الصفحات المضيئة في تاريخنا وحاضرنا، وذكر طرف من الأخبار فيه تقوية للهمم، وتنشيط للعزائم؛ لتكون قدوات يستفيد منها المسلم في نفسه،ويتعدى نفعها إلى من حوله.
قال أبو العباس الرقي - وكان من حفاظ الحديث -: إنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو محبوس، فجعلوا يذكرونه ما يروى في التقية من الأحاديث، فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: (إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه)؟
قيل لنافع:ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.

ثانياً : الوالدين :
الأبوان في البيت , يلتقط منهما الأطفال والأبناء أخلاقهما , فالطفل رادار يتحرك في البيت , ومن ثم كان التحذير النبوي في حديث عبد الله بن عامر , حينما قال لامرأة مع طفلها : ما أردت أن تعطيه ؟ فقالت : تمراً فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ( إنك إن لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة ) . 
ولذلك كان دور الوالدين القدوة عظيماً , ( كل مولود يولد على الفطرة ) , وهذا مشهد تحكيه عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلي الله عليه وسلم : عن امرأة أخذت تمرتين , فأعطتهما لابنتين لها , وحرمت نفسها , فقال النبي صلي الله عليه وسلم : من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) . 
ومن ثم أثمر الوالدان القدوة خير الأجيال , هذا إبراهيم بن وكيع , يقول : كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى .
وهذا عبد الله بن طاووس يخبر عن أبيه طاووس بن كيسان اليماني - وهو أحد كبار تلامذة ابن عباس- قائلاً : كان أبي إذا سار إلى مكة سار شهراً وإذا رجع ، رجع في شهر , فقلت له في ذلك فقال بلغني أن الرجل إذا خرج في طاعة الله فهو في سبيل الله حتى يرجع إلى أهله .
بل إن أروع الصور والشواهد تلك المنافسة وذلك السباق الذي حدث بين سعد بن خيثمة وابنه خيثمة على الجهاد في سبيل الله؛ ذلك أنه لما ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين يوم بدر فأسرعوا قال خيثمة لابنه سعد : لو كان غير الجنة آثرتك به ، فاقترعا فخرج سهم سعد فخرج واستشهد ببدر واستشهد أبوه يوم أحد .
فالخلل في التربية يؤدي إلى الخلل في النتائج والثمرات , وقد انتبه الإسلام إلى هذه القضية الحساسة , روى ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رحم الله والداً أعان ولده على بره) , وخير إعانة أن يصبح الوالدان خير قدوة لأبنائهما .

ثالثاً : المعلم :
-هل يأتي المعلّم كمربٍّ في الدرجة الثانية بعد الأب والأم ؟
-وهل حقاً إن بعض المعلمين يفوق تأثيرهم تأثير الوالدين ؟
-وهل فعلاً يستحوذ بعض المعلمين على عقول وقلوب الطلاب ؟
يرد على هذه الأسئلة , أهل التخصص , بقولهم : ( نعم ... فهناك الكثير من المعلمين الذين يوجهون طلابهم الوجهة الصالحة ، فكلٌّ منّا يتذكر جيِّداً معلّماً أو أكثر كانت له أياد بيضاء ، وبصمات عميقة في تربيته وبنائه ، وقد يمتدّ تأثير أحدهم إلى مستقبل الحياة ، حيث تجد تلميذ الأمس وقد أصبح معلماً أو موظفاً أو تاجراً أو مهندساً أو طبيباً أو محامياً ، أو في أيّة حرفة ومهنة ، يتمثّل أستاذه أمامه فيقتدي به في إخلاصه وتفانيه وسخاء عطائه واستقامة سلوكه ) .

وهذه خلاصة نصائح أنقلها لكم من الخبراء التربويين للمعلم القدوة :
1 - المعلم الذي يطعم درسه بكلمات التوجيه الصادق المخلص ، والمواعظ الأخلاقية الحسنة ، ويقدم خلاصة تجربته العملية النافعة , ويُري من نفسه النموذج الأصلح ، لا يحظى بالوقار والتبجيل فقط ، بل باتخاذه قدوة وأسوة أيضاً .
2 - والمعلّمة التي تأخذ بأيدي تلميذاتها من الفتيات المراهقات والشابات لتعبر بهنّ إلى شاطئ الأمان ، من خلال النصائح النابعة من القلب ، والفائضة حبّاً ورحمة وحناناً ، والتي تسلك في المدرسة والشارع سلوك المرأة العفيفة الرزينة ، هي أمّ ثانية ، وربّما نسيت بعض الفتيات جوانب من حياتهنّ مع أمّهاتهنّ اللاّئي ولدنهنّ ، لكنهنّ لن ينسين معلّمة قالت بصدق وعملت بصدق .
3 - الكثير من المعلمين والمعلمات ينجحون في طرق التدريس ، لكنّ هناك قلّة من المعلمين والمعلمات لا ينجحن كقدوة مؤثرة ، بل رحنا نصطدم بهذه القلة التي تقدم من نفسها نموذجاً سيِّئاً للمربّي الفاشل ، ولذا يجب على كل معلم ومعلمة الانتباه لدوره الخطير كقدوة للطلاب , ورسالته العظيمة في بناء الأجيال .
كيف تصبح قدوة لغيرك؟
سؤال يطرحه كل جاد وجادة؛ لأنه يعرف أن كون الإنسان قدوة هو رفعة في الدنيا والآخرة؛ ولذا فإنني أشير إلى بعض الخطوط العامة، ولكن قبل ذلك أود الإشارة إلى قول شافي جامع لمن أراد أن يكون قدوة صالحة لغيره ؛ تلاميذه، أبنائه ، أصدقائه ، إخوانه ، مرؤوسيه.. .. وهذا القول هو للإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – إذ يقول : \" من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تهذيبه لسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، فمعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم\" لذا إن أرادت أن تكون قدوة فعليك أن :
* تصحح النية في هذه الرغبة.
* تلزم نفسك دعاء الله - عز وجل - أن يجعلك إماماً للمتقين.
* تأخذ من العبادة بقدر ما تستطيع، وداوم عليها، واحرص على الشمولية فيها.
* تقرأ في سير العلماء والقادة المؤثرين في مجتمعاتهم.
* تحول عن الكسالى، وصاحب أهل الهمم العالية.
* تداوم على الأعمال التي تؤديها، ولا تدع التسويف يقتل طموحاتك ويقلل من إنتاجك.
* تحضر بعض الدورات التي تعلم تنظيم الوقت، وإدارة النفس.
* تجعل طموحك أن تسبق الناس كلهم إلى الخير وأبواب المعروف.
* تحمل نفسك مسؤوليات معينة، وراقب أداءك فيها.
* لا تحقر نفسك، ولا تغتر في الوقت ذاته.
* تتمسك بالإسلام وعدم الترخص,فربما يترك بعض الحلال,مخافة الوقوع في الحرام أو الشبهة . 
* الوضوح مع النفس , بتربية نفسه أولاً , وتهذيبها ومحاسبتها .
* الحذر من العادات والموروثات الاجتماعية والثقافية , التي تتعارض مع الشرع , 
سواء في المطهر أو الملبس أو الإسراف أو الاختلاط , فكل ذلك كفيل بقطع جاذبية
الناس إليه أو الأخذ عنه .

منقول ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الارشاد الفردي

تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

نصائح تربوية تجعل من تربية الأطفال متعة حقيقية